تصريحات مسيئة للسعودية وشعبها من وزير خارجية لبنان شربل وهبة.. تحرك رئاسي عاجل

0

ريم علام

أثارت تصريحات وزير الخارجية اللبناني #شربل_وهبه ضد السعودية وشعبها، موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت الرئاسة اللبنانية لإصدار بيان رسمي عاجل.

وأدلى وزير الخارجية اللبناني بتصريحات تليفزيونية تضمنت ما اعتبره البعض إساءة للمملكة ووصفه لهم في سياق الاستنقاص بـ “البدو”.

وكان #شربل_وهبه قد ظهر في برنامج تلفزيوني على قناة “الحرة”، في مواجهة المحلل السعودي سلمان الأنصاري؛ حيث بدا منفعلاً واندفاعياً، ما دفعه إلى وصف السعوديين في معرض الاستنقاص بالبدو، والخروج من الاستوديو.

وتسببت تصريحات الوزير اللبناني في استثارة غضب عدد كبير من العرب عامة والمواطنين السعوديين خاصة، وتصدرت هاشتاقات #شربلوهبه و #حنابدو اهتمامات المغردين بآلاف التغريدات على مواقع التواصل خلال الساعات الأخيرة، وصبت كل التعليقات في الرفض التام لتصريحات شربل والاعتزاز والفخر بالمملكة وما تقدمه لمواطنيها وللعرب عامة.

بيان رئاسي

من جانبها، أصدرت الرئاسة اللبنانية، صباح الثلاثاء، بيانا عقبت فيه على الضجة التي أثارتها تصريحات وزير الخارجية، شربل وهبه في مقابلة مع المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري.

أكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية، أن اتهام وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، شربل وهبة، المملكة العربية السعودية من دون أن يسميها، بتمويل تنظيم داعش الإرهابي، هو رأي شخصي ولا يعبر عن موقف الدولة اللبنانية.

وأشار بيان أصدره المكتب الإعلامي للرئاسة اليوم، إلى أن بعض ما جاء في حديث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه إلى محطة ” الحرة” مساء أمس، أثار ردود فعل هدفت إلى الإساءة إلى العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وبدأ ذلك واضحا من خلال ما صدر من مواقف سياسية إضافة إلى الحملة الإعلامية المبرمجة التي رافقتها على رغم التوضيح الذي صدر عن الوزير المعني بأنه لم يسم دول الخليج في معرض كلامه”.

وقال البيان: ” إن رئاسة الجمهورية إذ تؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الشقيقة وعلى حرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، تعد أن ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين ليل أمس يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية، ورئيسها العماد ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عموما، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصا”.

بداية الأزمة

تصريحات وزير الخارجية اللبنانية جاءت في مقابلة على قناة الحرة إلى جانب المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري، الذي نشر جزءا من المقابلة بتغريدة على صفحته الرسمية بتويتر، مرفقة بتعليق: “إلى الشعب اللبناني الكريم؛ ها أنتم شاهدتم بأعينكم وسمعتم بوضوح منطق “وزير خارجية لبنان أو بالأصح وزير حزب الله شربل وهبة.. أنقذوا وطنكم من هذه العصابة الفاسدة”

وتابع الانصاري قائلا: “الحل واضح؛ (لا لعصابة حزب الله!).. وبالمناسبة؛ الكلام المحذوف من اللقاء أكثر مما عرض! وسأكتفي ’حاليا‘ بنشر هذه الجزئية!”.

موقف رسمي من السعودية

وتعقيبا على التصريحات أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس) قالت فيه: “إشارة إلى التصريحات المسيئة لوزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة خلال مقابلة تلفزيونية، والتي تطاول فيها على المملكة وشعبها.. فإن وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة و شعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة، لتؤكد مجددًا على أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين”.

وأضافت الخارجية السعودية: “ونظرًا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين فقد استدعت الوزارة سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص”.

رفض الحريري

من جانبه، علق رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، على التصريحات التي قالها وزير خارجية بلاده، شربل وهبه، خلال استضافته في برنامج تلفزيوني على قناة “الحرة”.

وشهد اللقاء التلفزيوني انفعال “وهبه” في مواجهة المحلل “سلمان الأنصاري”، مما دفعه إلى وصف السعوديين في معرض الاستنقاص بـ”البدو”، وخرج من الاستوديو.

واستنكر “الحريري” تصرفات “وهبه” واصفا ما فعله الأخير بأنه مأثرة جديدة تضاف إلى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية، مؤكدًا أن معظم اللبنانيين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الأشقاء في الخليج العربي، ويرفضون الإفراط المشين في الإساءة لقواعد الأخوة والمصالح المشتركة.

وأضاف أن الكلام الذي أطلقه وزير خارجية بلاده، لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية.

فخر واعتزاز

من جانبه، رد الأمير عبدالرحمن بن مساعد، على وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة بعدما قال عن السعوديين بأنهم بدو معتقداً أنه يسيء لهم خلال تصريحات في برنامج تليفزيوني.

وقال الأمير عبدالرحمن: ”#شربل_ وهبهيعتقد أنه يسيء لنا حين يقول عنّا: هؤلاء البدو! نفخر بأننا بدو أعزهم الله وأكرمهم وتفضل عليهم بنعم لا تعد ولا تُحصى”

وأضاف قائلاً : “استدعت وتستدعي حقدك ليظهر رغما عنك على لسانك.. تقول وزير الخارجية هو المرآة التي تعكس الواقع الذي يعيشه لبنان..صدقت وأنت الكذوب!”.

وزير الغباء

فيما قال عضو مجلس النواب اللبناني ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، إن وهبة هو وزير الغباء الخارجي، مؤكداً أنه لا يمكن السماح له بالقضاء على لبنان، وأن تصريحه لا يمثل اللبنانيين.

كما نشر الناشط اللبناني إيليا صليبا، مقطع فيديو هاجم فيه شربل، واتهمه بعدم المسؤولية في تصريحاته التي من الممكن أن تضر بلبنان واللبنانيين وخاصة العاملين في المملكة وعدد من دول الخليج.

وأكد صليبا أن البدو أهل شهامة وعزة ونخوة وليس كالتابعين المأجورين، وأن المملكة هي الشقيق الأكبر للدول العربية وقبلة المسلمين ولم تقصّر مع أي دولة شقيقة يوماً.

اعتذار عاجل

نشر حساب وزراة الخارجية اللبنانية الرسمي على تويتر اعتذار لوزير الخارجية شربل وهبة جاء فيه: ” يهمني التأكيد، مرة جديدة، أن بعض العبارات غير المناسبة التي صدرت عني في معرض الانفعال رفضا للإساءات غير المقبولة الموجهة إلى فخامة رئيس، الجمهورية، هي من النوع الذي لا اتردد في الاعتذار عنه”.

وأضاف الوزير اللبناني في حكومة تصريف الأعمال: “كما أن القصد لم يكن، لا أمس ولاقبله ولا بعده، الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها لما فيه الخير والمصلحة المشتركين ودوما على قاعدة الإحترام المتبادل”.

واختتم بيانه بقوله: “جل من لا يخطىء في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة”.

اترك تعليقا