أحلم بمشروع “مارشيل عربي “لإعادة إعمار سوريا واليمن وليبيا ..والفائدة ستعم كل الدول العربية
ريم علام
قال الدكتورشريف دلاور أستاذ الإدارة ومستشار التنمية الصناعية في الأمم المتحدة سابقا والمفكر إن التأثيرالاقتصادي لجائحة فيروس كورونا سيكون مختلفا من دولة عربية لأخرى نظرا للتنوع الشديد بين الدول العربية في القاعدة الخدمية والإنتاجية والبنية الرقمية والقطاع الرسمي ونسبته للقطاع غير الرسمي والقطاع العام بالنسبة للقطاع الخاص في هذه الدول بجانب اختلاف الحزم التحفيزية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها كل دولة للتخفيف من آثار تلك الأزمة ،وبالتالي فمن الصعب جدا تحديد روشتة موحدة تسري على جميع الدول العربية على السواء .
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر اتحاد قيادات المرأة العربية اليوم والذي أقيم عن بعد حول تأثير جائحة فيروس كورونا على الاقتصادات العربية والصناعات التحويلية بالمنطقة .
وأضاف أن التأثير الاقتصادي لجائحة كورونا على الدول العربية سيتركز في ثلاث نواح استراتيجية أساسية أولها انخفاض مصادر النقد الأجنبي في الدول العربية كلها سواء كانت تعتمد على السياحة والخدمات أو البترول ، وثانيها تأثر قطاع التشغيل فمن المتوقع أن تعاني دول عربية من ارتفاع نسب البطالة بعد كورونا في الوقت الذي تعاني فيه دول أخرى من نقص العمالة خاصة في بعض دول الخليج والتي تعتمد على العمالة الأسيوية بصورة رئيسية وسيكون من الصعب بعد جائحة كورونا عودة تلك العمالة من بلادها الى دول الخليج مرة أخرى .
أما ثالث تلك التحديات فتتمثل في الركود الذي سيصيب التجارة الدولية والبينية بين الدول العربية وبعضها وخاصة ما يتعلق بسلاسل الإمداد في الغذاء والصحة فمن المتوقع أن تأخذ الدولل احتياطات انعزالية في الغذاء وهو ما بدأ يحدث حاليا بالفعل حيث أعلنت بعض الدول عن وقف تصدير القمح للدول الأخري وبالطبع مصر ستكون من أكبر الدول المتأثرة بهذا القرار باعتبارها أكبر مستورد للقمح .
وعن الحلول التي يراها دلاور لتلك التحديات العربية يقول إن القاعدة العلمية ترى أن كل التحديات فيها فرص يمكن أن تقتنص فمشكلة نقص النقد الأجنبي حلها يتمثل في أن يكون التبادل في التجارة العربية بعملاتنا الوطنية بحيث تكون البنوك المركزية العربية لديها محفظة أوصندوق من سلة عملات عربية وبالتالي عند التبادل التجاري بين الدول العربية وبعضها نستخدم العملات الوطنية بحيث نخفف من تأثير عدم وجود النقد الأجنبي في وقت الأزمات .
وبالنسبة لمشكلة التشغيل فيجب أن نفكر في التشغيل داخل دولنا العربية بعضها البعض وأن تكون أموالنا العربية لصالح شعوبنا وليس شعوب أخري مثل الشعوب الأسيوية على سبيل المثال مشيرا الى أن هذا المقترح يجب أن ينفذ بشكل مؤسسي من خلال اتحاد الصناعات العربية وغيرها وبناءا على دراسات مسبقة ودقيقة .
وفيما يتعلق بمشكلة الغذاء فهذه المشكلة لن تستمر خلال فترة كورونا فقط ولكنها ستستمر لعشرات السنوات القادمة حيث تسعى كثير من الدول لزيادة اكتفائها الذاتي من الغذاء وبالتالي تقلل من صادراتها الغذائية كل هذا سيرفع التجارة البينية بين الدول العربية لأن هذا أمان للدول العربية .
وفي نهاية كلمته أعرب دلاور عن أمنياته بأن تعمل الدول العربية على إنهاء النزاعات والحروب في المنطقة كما بدأ بعض رؤساء الدول العربية بالدعوى الى ذلك لتجنب تأثير الكوارث الكبرى على المنطقة ككل وأنا لا أتحدث سياسة وإنما أتحدث اقتصاد لأن هذا سيكون في مصلحة كل الدول العربية مشيرا أنه يحلم بمشروع مثل مشروع مارشيل تساهم فيه الدول العربية بالأموال والشركات في مختلف المجالات لإعادة البناء والإعمار في سوريا واليمن وليبيا .