ريم علام
فجَّرت دراسة حديثة مفاجأة صادمة بشأن فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19” المتفشي في كل دول العالم.
وتجاوزت إصابات كورونا حول العالم 11 مليون و848 ألف إصابة، فيما توفي بالفيروس أكثر من 543 ألف مصاب.
وكشفت الدراسة الحديثة أن نظرية “مناعة القطيع” فيما يتعلق بفيروس كورونا (كوفيد 19)، أمر غير قابل للتحقيق، بما يمثل صدمة للعديد من الدول التي تعتمد على النظرية في تعاملها مع المرض وعلى رأسها بريطانيا وإسبانيا.
وجاء في الدراسة التي نشرتها مجلة the lancet الطبية، أن الباحثين الذين أجروا دراسة واسعة النطاق أظهرت نتائجها أن 5% فقط من سكان إسبانيا أصيبوا سابقًا بكورونا، وتمكنت أجسادهم من بناء أجسام مضادة للفيروس، واعتبرت الدراسة أنه هناك دلائل على أن استراتيجية مناعة القطيع غير قابلة للتحقيق.
واعتبرت نتائج الدراسة أن 95% من سكان إسبانيا لا يزالون عرضة للفيروس، وذلك رغم معدلات تفشي الفيروس المرتفعة هناك، وتتحقق مناعة القطيع عندما يصاب عدد كاف من السكان بفيروس أو بكتيريا – أو يتم تطعيمهم ضدها من أجل وقف انتشارها.
ولفت المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض، إلى “أن الدراسة الإسبانية، على عينة تمثيلية على الصعيد الوطني تضم أكثر من 61000 مشارك، يبدو أنها أكبر دراسة حتى الآن من بين عشرات الدراسات التي أجريت على فيروس كورونا في الدول الأوروبية”.
وتضاف نتائج هذه الدراسة إلى دراسة الأجسام المضادة التي شملت 2766 مشاركًا في جنيف بسويسرا، ونُشرت في مجلة the lancet الطبية في 11 يونيو الماضي.
وأوردت المجلة الطبية أنه قد تم إجراء دراسات مماثلة في الصين والولايات المتحدة، وأن الاستنتاج الرئيسي من هذه المجموعات النموذجية هو أن معظم السكان يبدو أنهم لم يصابوا بفيروس كورونا حتى في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس على نطاق واسع.
وتقول صحيفة Daily Mail البريطانية إن مسؤولي الصحة العامة أكدوا لسنوات أن اللقاحات لا تحمي الأفراد فحسب، بل تحمي المجتمع ككل.
وأكدت أن مناعة القطيع تحدث فقط عندما تصبح الغالبية العظمى من المجتمع – أي ما بين 80% و95% محصنين ضد أي مرض، فحتى إذا تم إدخال أي مرض فلن يتمكن من الانتشار بشكل كبير داخل المجتمع.
وخلص مؤلفو الدراسة في مجلة the lancet، وهما، إيزابيلا إيكرلي، رئيس مركز جنيف للأمراض الفيروسية الناشئة، وبنيامين ماير، عالم الفيروسات في جامعة جنيف، إلى أنه “في ضوء هذه النتائج، فإن أي مقترح لتحقيق مناعة القطيع من خلال العدوى الطبيعية ليس فقط غير أخلاقي للغاية.. ولكنه أيضًا غير قابل للتحقيق”.
وانتهت الدراسة إلى أنه لا يزال الأطباء في جميع أنحاء العالم غير متأكدين ما إذا كان هناك وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا في الأشخاص المتعافين يعني أن الشخص لا يمكن أن يصاب مرة أخرى به، وليس من الواضح إلى متى أو مدى حماية الأجسام المضادة للأشخاص من فيروس كورونا.