ريم علام
شهد ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي تطورات مثيرة خلال الساعات الأخيرة، بعد بدء إثويبيا ملء خزانات السد فعليا، وهو ما أكده السودان بوجود انحسار مفاجئ لمياه النيلين الأبيض والأزرق، وردت مصر بعقد اجتماع أمني رفيع المستوى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسي.
واجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمجلس الدفاع الوطني، والمشكل من رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، ووزراء الخارجية، والمالية، والداخلية، وقائد القوات البحرية، وقائد قوات الدفاع الجوي، وقائد القوات الجوية، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.
ووفقا لبيان الرئاسة المصرية، تناول الاجتماع بحث مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، في إطار تطورات التحديات الراهنة المختلفة على الساحتين الإقليمية والدولية.
واطلع السيسي على مستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي والجهود الرامية لبلورة اتفاق شامل يلبي طموحات ومطالب مصر والسودان وإثيوبيا في التنمية والحفاظ على الحقوق المائية بشكل عادل ومتوازن.
تحديات عديدة
قال وزير الري والموارد المائية المصري، محمد عبد العاطي، إن الدولة المصرية لن تقف مكتوفة الأيدي في قضية سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح الوزير المصري، أن الأمر ليس سهلا وهناك تحديات عديدة تواجهها مصر في هذا الملف، وتابع عبد العاطي قائلا “الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع نتائج المفاوضات بشكل مستمر، ومن المقرر أن يتم عقد اجتماع يوم الثلاثاء المقبل برعاية الاتحاد الأفريقي بخصوص سد النهضة، وسننتظر عما تسفر نتائجه”.
فيما قال رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر التابعة للبرلمان المصري، النائب محمد كمال مرعي، “الجميع يهتم بقضية سد النهضة الإثيوبي، نحن جميعا داعمين للقيادة السياسية في قصة سد النهضة لأن هذا مصيرنا و نحن في أيدي أمينة”.
ووجهت جنوب أفريقيا دعوة لانعقاد قمة أفريقية مصغرة للتباحث حول أزمة سد النهضة الإثيوبي وذلك غدا الثلاثاء المقبل، 21 يوليو الجاري.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية “سونا” عن وزير الري والموارد المائية، ياسر عباس، قوله إن “السودان تلقى دعوة من جنوب أفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، للمشاركة في قمة مصغرة بشأن سد النهضة في يوم 21 يوليو القادم”.
وكانت المباحاثات التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين برعاية الاتحاد الأفريقي وحضور مراقبين افارقة وأوربيين وأمريكان قد انتهت دون تحقيق تقدم يذكر في مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة.
انحسار مفاجئ
وأعلن السودان، الأحد، عن “خروج عدد من محطاته على نهر النيل عن الخدمة جراء انحسار مفاجئ لتدفق المياه في النيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل، يمكن أن يكون ناتجا عن بدء إثيوبيا بملء خزان سد النهضة”.
وقال مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم، المهندس أنور السادات الحاج محمد، في تصريحات نقلتها قناة “الحدث” السودانية، إن “محطات الصالحة ( أ) و( ب) وبيت المال وشمال بحري وأم كتي والشجرة خرجت عن الخدمة جراء الانحسار المفاجئ لمياه لنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل”، كاشفا عن إنزال منصات مضخات المياه الخام لأدنى مستوى لها في محطة مياه سوبا، ومحطة مياه بحري القديمة، ومحطة مياه المقرن، ومحطة مياه المنارة.
وبين السادات أن “ما نجم عن الانحسار أدى لخفض كميات المياه النقية المنتجة من المحطات المذكورة”، موضحا أن “الهيئة أبلغت إدارة الخزانات بخروج محطاتها عن الخدمة للانحسار المفاجئ”.
وأِشار المسؤول السوداني، إلى أن “إدارة الخزانات عادت وأبلغت الهيئة عن فتح عدد من بوابات خزان الروصيرص، وأن المياه ستنساب نحو الولايات في المسار النيلي في غضون 48 ساعة، متوقعا حدوث شح في إمداد المياه في عدد من الأحياء بالولاية ونقصها الحاد في مناطق أخرى بعيدة.
وكان السودان، قد أعلن الأربعاء الماضي، عن تراجع مستويات المياه بنسبة 90 مليون متر مكعب يوميا بسبب إغلاق بوابات سد النهضة الإثيوبي.
وأبلغت إثيوبيا، السودان، بعدم صحة خبر شروع السلطات الإثيوبية في ملء سد النهضة، عقب تصريحات نسبت لوزير الري الإثيوبية ببدء عملية ملء السد تزامنا مع صور متداولة التقطتها أقمار صناعية تشير إلى بدء العملية في السد الإثيوبي.
وترفض مصر والسودان الاتجاه الأحادي لإثيوبيا وملء سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق في القضايا الفنية والقانونية العالقة، وتتخوف الدولتان من تأثير سد النهضة على حصتيهما من مياه النيل الأزرق، وتؤكد إثيوبيا أن السد لن يؤثر على حصتي البلدين ويخدم مصالحهما في مشاريع التنمية وتوليد الكهرباء.