نائب مدير «حميات العباسية»: كورونا لا ينتقل عبر الموتى.. والفيروس يموت بوفاة حامله

0

الموتى يغَّسلون بالصابون والكلور ويتم وضعهم في أكياس تمنع تسريب الهواء والسوائل

نصيحة للأهالي من طبيب الحميات: تخلوا عن الهلع واتقوا الله في الموتى

الصحة مسؤولة عن غٌسل وتكفين الموتى .. وقطاع الطب الوقائي يشرف على الدفن

الصحة: “الجثامين” لا تنقل العدوى فى حال تطبيق كافة الإجراءات الوقائية

ريم علام

بعد أن ظلت جثة الطبيبة سونيا عبدالعظيم حائرة ذهابا وإيابا بالأمس بين قريتين، إثر رفض أهالي قريتها “شبرا البهو بالدقهلية ” الدفن خوفا من انتقال عدوى فيروس كورونا اليهم، ثارت الكثير من التساؤلات: هل جثث موتى كورونا تنقل العدوى للأحياء؟ أين يتم تغسيل الضحايا بالمستشفيات أم في منازلهم بالطريقة التقليدية؟ وماهى الإجراءات المتبعة في حالة الغسل والدفن؟ وما تعليمات وزارة الصحة في هذا الشأن؟ وهل تخوفات الأهالي من انتقال العدوي إليهم في محلها أم مبالغ فيها؟

تساؤلات عديدة وضعها موقع “علاَّمة ” بين يدي الدكتور محيي الدين سليمان استشاري الحميات ونائب مديرمستشفى حميات العباسية الذي أكد أن فيروس كورونا لا ينتقل من الجثث إلى الأحياء طالما تم اتخاذ التدابير الوقائية أثناء غٌسل المتوفى بكورونا، وناشد الأهالي بالتخلي عن حالة الهلع والخوف من انتقال العدوى إليهم والتحلي بالأخلاق وإكرام الموتى بدفنهم.

الدكتور محيي الدين سليمان نائب مدير مستشفى حميات العباسية

وقال الدكتور محيي الدين سليمان، إن التخوف من انتقال فيروس كورنا من جثث الموتي للأحياء “لامحل له من الصحة ” لأن الفيروس يموت بمجرد وفاة المريض ولا يوجد مجال لخروجه أو انتقاله للأصحاء.

وأضاف أن فيروس كورونا ينتقل بالأساس عن طريق الرزاز الناتج عن العطس أو السعال وهذا لا يحدث في حالة المتوفين وبالتالي لا توجد أدنى خطورة من دفن موتى كورونا بطريقة طبيعية.

وكان أهالي قرية شبرا البهو التابعة لمركز أجا الدقهلية، قد تجمهروا بالأمس لمنع دفن جثة طبيبة من أبناء القرية بعد وفاتها بفيروس كورونا خوفا من نشر العدوى بين أبناء القرية، مما دعا قوات الأمن لتفريق المتظاهرين بالقنابل والقبض على 20 من الأهالي حتى تم دفن الجثمان.

وأصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا عاجلا بشان رفض دفن شهداء كورونا، مؤكدة أنه لا يجوز منع شخص من الدفن ووصفت ما يحدث بالغوغائية التي لا تمت للدين الإسلامي ولا القيم الأخلاقية بأي صلة.

طريقة تغسيل موتى كورونا

وردا على سؤال حول طريقة الغسل الخاص بموتى كورونا قال سليمان إن الخطورة تكمن في مرحلة الغسل لأنها يمكن أن تتسبب في انتقال الفيروس عن طريق بعض السوائل التي تخرج من الجثة، ولذلك فإن وزارة الصحة المصرية أصدرت تعليمات منذ بداية انتشار الفيروس بمصرتلزم بضرورة تغسيل ضحايا كورونا داخل المستشفيات ووفقا لإجراءات محددة وألا يترك الأمر لأهالي المتوفى كما هو الأمر بالنسبة لحالات الوفاة العادية .

وأشار الى أن عملية الغسل تخضع للعديد من الإجراءات الوقائية أهمها تغسيل المتوفى بالماء والصابون والكلور لضمان القضاء على أي فيروسات ، ويقوم على الغسل فريق من المستشفى مدرب على التعامل مع تلك الحالات ويتخذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع انتقال الفيروس .

ويضيف إنه بعد الغسل يتم وضع المتوفى “بكيس محكم الغلق” لا يسرب السوائل أو الهواء يليه الكفن ثم توضع الجثة في “كيس ” ثان كنوع من زيادة الأمان ، مشيرا الى أنه لا توجد تعليمات تتعلق بدفن الجثة على عمق كبير تحت الأرض وإنما هو العمق المتعارف عليه لأن خطورة انتقال الفيروس معدومة كما ذكرنا .

وتعليقا على ماحدث من أهالي قرية شبرا البهو تجاه جثة الطبيبة قال سليمان إن هذا يرجع لجهل أهالي القرية سواء متعلمين أوغير متعلمين بالمعلومات الدقيقة عن فيروس كورونا وعدم وصول توعية وسائل الإعلام لهم بالقدر الكافي ودعا كافة الأهالي لعدم الخوف لأن كورونا لاينتقل من جثث الموتى .

وزارة الصحة توضح

وأصدرت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان اليوم تعليمات بنقل المتوفين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد بسيارات هيئة الإسعاف المصرية، وذلك بعد رفض عدد من الحالات نقل الجثامين بسيارات نقل الموتى، كما وجهت قطاع الطب الوقائي بالمديريات بالإشراف على عملية الدفن.

تعليمات التعامل مع الموتى

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن جثامين المتوفين بفيروس كورونا لا تنقل العدوى في حال تطبيق كافة الإجراءات الوقائية، حيث يجب استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية التي كانت تطبق على الحالة المتوفية أثناء حياتها.

وأشار إلى أنه عند نقل الحالة المتوفاة إلى ثلاجة المستشفى يتم رفعها بالملاءة المحيطة بها ونقلها على “ترولي” يتم تطهيره وتنظيفه جيدًا، مع مراعاة ارتداء الفريق المختص بنقل وتغسيل الحالة بارتداء عباءة سميكة تغطي الذراعين والصدر وتمتد إلى أسفل الركبة، وماسك، وقفاز يغطي العباءة حتى الرسغ، وغطاء رأس، وحذاء بلاستيكي طويل الرقبة، مشددًا على الالتزام بارتداء وخلع الملابس الواقية بطريقة صحيحة وغسل الأيدي بالماء والصابون جيدًا بعد خلعها.

التكفين ونقل الجثث

وعند تغسيل وتكفين الحالة المتوفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد – والكلام لمجاهد – يقوم الفريق المختص بتغسيل الحالة بارتداء الواقايات الشخصية، ويتم منع دخول أفراد لا حاجة لوجودهم وفي حالة الضرورة يجب الابتعاد عن المتوفي لمسافة أكثر من متر وارتدائهم الواقيات المناسبة مثل الماسك، والقفاز، وواقي الوجه، وغطاء للرأس، وحذاء بلاستيكي طويل الرقبة، مع ضرورة تغطية أجزاء الجسم التي تحدث إفرازات بضمادات غير منفذة.
وتابع أنه يتم نقل الحالة المتوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس بعد الغسل والتكفين بسيارة نقل الموتى، أو سيارة اسعاف، داخل كيس غير منفذ للسوائل، كما يراعى أن يكون المتوفي داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، مع ضرورة وجود أقل عدد من الأشخاص بجانب المتوفي ويرتدون الواقيات الشخصية، مؤكدًا أنه لا يتم فتح الصندوق أثناء الصلاة على المتوفي أو لأي سبب إلا عند الدفن.

الدفن

ولفت “مجاهد” إلى أنه عند فتح الصندوق لنقل المتوفي داخل المقبرة يراعى التزام من يقوم بالدفن بارتداء الواقيات الشخصية المناسبة، وتواجد أقل عدد ممكن من الأشخاص عند إدخال المتوفي للمقبرة، ويقوم جميع الأشخاص المتوجدين بجانب المتوفي بغسل أيديهم بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 40 ثانية أو تدليكها بالكحول، مضيفًا أنه يتم تطهير كافة الأسطح التي لامسها المتوفي بدءًا من السرير وأرداج ثلاجة حفظ الموتى وأسطح السيارة التي نقلته، وصندوق نقل الموتى، باستخدام المطهرات المعتمدة من وزارة الصحة والسكان، أو باستخدام الكلور السائل تركيز 5% ويخفف لتركيز 1:9.

منظمة الصحة العالمية

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الدليل الخاص بمكافحة العدوى والتعامل الآمن مع موتى كورونا لا يوجد به إثبات حتى الآن على انتقال العدوى للأشخاص الأصحاء الذين تعرضوا لجثث ضحايا فيروس كورونا المستجد ، ومع ذلك شددت المنظمة على كل العاملين بالصحة وموظفي المشرحة والقائمين على الدفن والمتعاملين مع الجثث بضرورة ارتداء أدوات الوقاية الشخصية .

الفيروسات من الناحية العلمية

ولكن من الناحية العلمية كيف تنتقل الفيروسات وتتكاثر حتى نعرف هل تنتقل من الموتى أم لا؟ الفيروسات عبارة عن كائنات دقيقة جدا لاترى بالعين المجردة وهي تعتبر أصغر الكائنات الحية على الاطلاق وهى لاتستطيع أن تتكاثرأوتعيش بصورة طبيعية إلا داخل كائن حي آخر سواء كان انسانا أو حيوانا أو نباتا لذلك فهي تسمى بالكائنات المتطفلة أو الطفيلية كما يمكن أيضا أن تصيب الفطريات والبكتريا.

وينتقل الفيروس الى جسم العائل أو المضيف عن طريق الدم أو الرزاز أو غيرهما ويدخل أحد الخلايا ويبدأ فى السيطرة عليها بشكل كامل ويجعلها تتوقف عن أداء وظيفتها وتساعده فى التكاثر وتكوين فيروسات جديدة ليخرج بعدها من الخلية سواء عن طريق انفجار الخلية أو من خلال جدارها ليتطفل بعدها على خلية أخرى .

أي أن الفيروس لايمكن أن ينشط ويتكاثر إلا داخل خلية حية وفي حالة الموتى فإن الخلية أو الجسم كله يكون ميت ولا يمكن للمتوفى أن يسعل أو يعطس وبالتالي لاتنقل الجثث عدوى كورونا للأصحاء .

اترك تعليقا