قطع 5000 ميل من أيسلندا إلى بيروت.. «حوت» يسجل رقمًا قياسيًا

اجتاز حوت أوركا (يعيش عادة قرب أيسلندا) مسافة تزيد على 8000 كلم (4970 ميلاً) من أقصى الشمال ليبلغ الساحل اللبناني قرب بيروت، ويُعتقد أنّه سجّل رقماً قياسياً لأطول رحلة أحادية الإتجاه لكائناتٍ من صنفه.
ونادراً ما تدخل حيتان “أوركا” مياه البحر المتوسط ولهذا أثار تأكيد وجود حوت ذكر منعزل في الطرف الشرقي من البحر دهشة علماء البحار.
وكان الحوت الذي يُطلق عليه الناس إسم “ريبتيد” أو SN113 قد بدأ الإبحار منطلقاً من ساحل شبه جزيرة سنافيلسنيس في غربي ايسلندا، حيث رُصد للمرة الأخيرة في يونيو 2018.
ومن ثم شوهد “ريبتيد”مجددا في ديسمبر قبالة سواحل جنوة الإيطالية الواقعة على البحر المتوسط عندما رُصد مع أفراد من قطيعه.
وحدّدت صنفه ماري تيريز مروسزوك، رئيسة منظمة “حرّاس الأوركا” المعنية بالحفاظ على هذه الأصناف ومقرّها في ايسلندا. وتمكّنت مروسزوك من التعرف على الحوت من خلال العلامات الفريدة التي يحملها على زعنفته الظهرية ورأسه.
وفي هذا السياق أعربت منظمة “حرّاس الأوركا” عن اعتقادها أنّ هذه ” أطول مسافة يجتازها أيّ حوت أوركا حتى تاريخه، على حدّ علمنا، إذ تبلغ أكثر من 8000 كلم.. إنّه أمر مذهل!.
وفي مقابلةٍ مع “خدمة البث الوطنية الايسلندية “(أر يو في) ، قالت مروسزوك أنّه من غير المألوف والمستغرب للغاية مشاهدة حوت أوركا في هذه المياه وهي أوّل مشاهدة مؤكّدة لهذا النوع من الحيتان في لبنان.
واضافت مروسزوك أنّه “لم يسبق لأحد أبداً أن رأى أيّ حوت أوركا في لبنان. ونُقل عن بعض الصيّادين قولهم إنّهم رأوا هذه الحيتان تسبح هناك خلال الثمانينيات.
واعتبرت أن الحوت بدا ضعيفاً بصحة سيئة لدى رؤيته قرب جنوة في ديسمبر الماضي، وكذلك أفراد القطيع التي كانت برفقته. ورجّحت نفوق الحيتان الأخرى في القطيع، مضيفةً أنّ حوتاً أنثى يُعتقد أنّها تعود للمجموعة نفسها قد ألقى بها البحر على الشاطىء اللبناني أخيراً.
تجدر الإشارة إلى أنّ رحلة “ريبتيد الملحميّة” حطّمت الرقم القياسي لأطول مسافة اجتازها أوركا في السابق وبلغت 2500 كلم (1553 ميلاً).