امرأة واحدة نقلت عدوى كورونا لـ 58 شخصًا في 6 محافظات مصرية.. القصة كاملة
ريم علام
فجَّرت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، مفاجأة مدوية وأعلنت تسبب سائحة أجنبية واحدة في إصابة 58 شخصا بعدوى فيروس كورونا داخل مصر، ومات أحدهم أمس الإثنين، كما كانت السبب في إصابة أول طالب بالفيروس في مصر بمنطقة الزمالك.
وكشفت الوزيرة فى مداخلة هاتفية لبرنامج “القاهرة الآن” عبر قناة “الحدث”، عن مصابة بـ”فيروس كورونا” وتحمل جنسية “تايوان” خالطت 58 حالة، ونقلت لهم المرض فى 6 محافظات على مستوى الجهورية نظراً لمرورها على أحد الفنادق وباخرة الأقصر السياحية.
وأشارت الوزيرة إلى أنه عن طريق نفس الحالة انتقل الفيروس لأول حالة مصابة بين الطلاب وهو طفل مدرسة سيتى الدولية فى الزمالك، وذلك بمجرد أن مرت على “أوتيل”، وآخر ضحاياها شخص خالط أحد العاملين فى الفندق، وتوفى الإثنين وتم الإعلان عنه فى بيان الصحة منذ ساعات.
وأضافت هالة زايد عبر فضائية العربية “الحدث”، أن السائحة تسببت فى إصابة طفل مدرسة الزمالك التى أغلقت فى الزمالك من ضمن ضحايا، وشخص لبنانى توفى فى أول حالة سجلت فى لبنان، مر بنفس الفندق، لافتة إلى أن تلك السيدة لم تظهر عليها أعراض الفيروس، بجانب أنه تسببت فى عدوى الكندى، وعدد من الشباب فى الغردقة.
وكانت مصر ومنظمة الصحة العالمية قد قالتا في تقرير للتقصي الوبائي إن هذه السيدة هي “الحالة المرجعية المحتملة لإصابات الباخرة النيلية الموبوءة في الأقصر”.
وكشف إبراهيم نجم عضو الجالية المصرية بالصين، أن السيدة التايوانية، من المحتمل أن تكون قد نشرت الفيروس فى 3 دول على الأقل وهم مصر والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات، قبل أن يتم اكتشاف إصابتها فى تايوان ضمن اجراءات الكشف والحجر الصحي، مخلفة ورائها عشرات المصابين وضحيتين على الأقل.
وتذكر قصة السيدة التايوانية بقصة المصابة الشهيرة رقم 31 فى كوريا الجنوبية، حيث أعلنت كوريا في 20 يناير الماضي، عن الإصابة الأولى بفيروس كورونا، المصابة كانت سيدة وصلت إلى البلاد من مدينة ووهان الصينية، التي تعدّ بؤرة الفيروس، وقد تم عزل المصابة على الفور، لكن بعد 4 أسابيع سجلت كوريا الجنوبية عددًا هائلًا من الإصابات وبشكل مفاجئ، واكتشفت السلطات لاحقًا أن هذا العدد الكبير قد تم تسجليه بسبب إصابة واحدة، إنها المصابة رقم 31.
بدأت القصة في 6 فبراير، عندما تعرضت سيدة كورية لحادث سيارة بسيط في مدينة “دايجو”، التي يزيد عدد سكانها على مليوني شخص، تم نقلها إلى المستشفى للاطمئنان، وهناك عرض الأطباء عليها إجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا نتيجة ارتفاع حرارتها.
لكن السيدة رفضت بشدة، وأصرت على مغادرة المستشفى بسرعة، ثم عادت لممارسة حياتها الطبيعية، وشاركت في طقسين دينيين بكنيسة “شينتشيونجي” في المدينة في 9 و16 من الشهر ذاته، حيث كان الحضور حاشدًا.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تناولت الغداء لأكثر من مرة في بوفيه أحد الفنادق، وعندما جاء يوم 17 فبراير، استسلمت المرأة لأعراض الفيروس الذي كانت مصابة به، حينها خضعت لفحص الكشف عن كورونا، حيث تم تأكيد إصابتها.
وفي الأيام التي تلت ذلك، تم تشخيص مئات الحالات في كنيسة “شينتشيونجي” بفيروس كورونا، والتي مثلت 80% من الحالات في البلد بأكمله، فبسبب حالة إصابة واحدة تعود لتلك السيدة؛ قصد المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية 9300 شخص، حيث تأكدت إصابة معظمهم بالفيروس.