الأمم المتحدة تحذر من «خطر قريب» يهدد صحة الأطفال
أكدت الأمم المتحدة في تقرير نشر أمس أنّ صحّة الأطفال في العالم أجمع تواجه “خطراً محدقاً” بسبب عوامل عدة، مثل التغيّر المناخي، والوجبات السريعة، وتسويق التبغ، مشددة على أنه لا دولةً تحمي مستقبل أطفالها كما يجب.
وأوضح التقرير الذي نشرته دورية “ذي لا نسيت” الطبية البريطانية: “أنه رغم التحسينات التي طرأت على صحة الأطفال والمراهقين على مدار العشرين عاماً الماضية، إلا أن التقدم وصل إلى حده، ومن المتوقع أن يتخذ اتجاهاً معاكساً”، مضيفين أن “جميع الأطفال في العالم يواجهون حالياً أخطاراً تهدّد حياتهم بسبب تغير المناخ، والضغوط التجارية”.
وأعد التقرير وعنوانه “توفير مستقبل لأطفال العالم؟” مجموعة من 40 خبيراً مستقلاً في مجال صحة الطفل من جميع أنحاء العالم شكلتها منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، وخلصت في نهايته إلى هذه النتيجة بعد بناء مؤشّر جديد يقيس إمكانيات ازدهار الأطفال.
والمؤشر العالمي الجديد المستند إلى بيانات الوفيات، والصحة، والتغذية، ومؤشرات التعليم، وغيرها، من 180 دولة “يقارن الأداء فيما يتعلّق بازدهار الأطفال، بما في ذلك قياسات متصلة ببقاء الطفل ورفاهه، مثل الصحة والتعليم والتغذية، والاستدامة، مع إيجاد بديل لانبعاثات الغازات الدفيئة، والإنصاف، أو الفجوات في الدخل”.
كما سلط التقرير الضوء على “الخطر الواضح الذي يشكله التسويق الضار للأطفال”، مشيراً إلى أن “تعرّض الأطفال للتسويق التجاري للوجبات السريعة، والمشروبات المحلاة بالسكر، ينتج عنه شراء أغذية غير صحية، وفرط وزن، وسمنة، ذلك أن التسويق المجحف مرتبط بزيادة مفزعة في معدلات سمنة الأطفال”.
وأوضح أن “عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة ارتفع من 11 مليوناً في 1975 إلى 124 مليوناً في 2016، ما يمثل زيادة بـ 11 مرة، ما يسفر عن تكاليف باهظة للأفراد والمجتمع على السواء”.
وخلص التقرير إلى سلسلة توصيات من أبرزها “وقف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأقصى سرعة ممكنة”، ووضع الأطفال والمراهقين “في صميم الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة” و”سعي جميع القطاعات إلى وضع سياسات جديدة، والاستثمار في صحة الطفل، وحقوقه”، و”دمج أصوات الأطفال في القرارات السياسية”، و”تشديد اللوائح الوطنية ضد التسويق التجاري الضار، ودعمها ببروتوكول اختياري جديد لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل”.